الاثنين، 19 أبريل 2010

×منحتني عينيها×



*كنت أتمنى لو أني أستطيع أن أرى الحياة بعينيها الجميلتين ..التي لا ترى إلا جمال الحياة وروعة ألوانها..*


ذات يوم .. طلبت مني نظارتي فرفضت ..

أمسكت وجهي بيديها حتى تتمكن من أخذ نظارتي لكني كنت أبعد يديها

لأقول:لا..لا تأخذيها لن أعطيكِ إياها...

فتضحك لتحاول مرةً أخرى ومرات .. لكنها تفشل أيضاً..

أوقفتها وأنزلتها من حجري وقلتُ لها:اذهبي والعبي بعرائسكِ ..أريد أن أستذكر دروسي ..

هزّت رأسها نفياً وعادت لتجلس في حجري ..

نظرت إليّ وقالت:لماذا تلبسين النظارة وأنا لا ألبس ؟!! أريد نظارتك ..

تبسمتُ لها وأشرت برأسي نفياً وقلتُ لها :طبعاً ..لا !

قالت وهي تزم شفتيها في غضب :لماذا ..؟!

قلتُ لها:لأن عينيك جميلتان .. أما أنا فعيناي متعبتان ولا أستطيع أن أرى إلا بالنظارة ..

:حقاً!!عيناكِ متعبتان ..؟!

قلتُ لها بأسف:نعم ,

ردّت عليّ بابتسامتها الطفولية قائلة:حسناً ..سأعطيكِ عينييّ ..حتى لا تتعب عيناكِ ..

ضحكت لكلامها..وقلتُ لها أشكركِ عزيزتي ..لا يلزمني ذلك ..فأنا الآن أرى والحمد لله ..

قالت لي:حقاً سأعطيكِ عينيي..أمسكَتْ بنظارتي لترفعها عن عينيي ..

أبعدتُ يديها وأنا أضحك .. ضَحِكَت لِضَحِكِي وقالت:توقفي..الآن سأعطيكِ عينيي..افتحي عينيكِ ..

بدأت عيناي ترمشان وتدمعان ..لم أستطع أن أبقيهما مفتوحتين ..

فَتَحَتْ عينيها ومثلت أنها تريد أن تعطيني إياها ..لتفتح عينيّ وتضعها فيهما برفق .

ثم قالت بفرح:انتهيت.. كيف ترين بعيني ..أليست أجمل ..؟!

دمعتُ من كلماتها وقبلتها وقلتُ لها حقّاً عزيزتي أجمل بكثير..بكثير..شكرا لكِ..

فقالت لي:إني أحبك كثيراً ..لذلك منحتكِ إياها..ولن أُغضِبكِ أبداً ..

تبسمتُ لها وقلت:وأنا أحبك أكثر يا عزيزتي ولن أغضب منك أبداً,

سَمِعَتْ من يناديها ..فنظرت إليّ وقالت: سأذهب وآتي إليكِ مرة أخرى وداعاً ..

قبّلتُها :وداعاً .

خرجتْ من حجرتي لكنها تركت في ذهني تلك الكلمات ..

هي من تستحق عينيّ ولستُ أنا.. كم أحبها!!


منحتني عينيها.. تمنيتُ لو بإمكاني رؤية الحياة بيعيني طفل .!


30_1_2010مـ

15_2_1430هـ