
*كنت أتمنى لو أني أستطيع أن أرى الحياة بعينيها الجميلتين ..التي لا ترى إلا جمال الحياة وروعة ألوانها..*
ذات يوم .. طلبت مني نظارتي فرفضت ..
أمسكت وجهي بيديها حتى تتمكن من أخذ نظارتي لكني كنت أبعد يديها
لأقول:لا..لا تأخذيها لن أعطيكِ إياها...
فتضحك لتحاول مرةً أخرى ومرات .. لكنها تفشل أيضاً..
أوقفتها وأنزلتها من حجري وقلتُ لها:اذهبي والعبي بعرائسكِ ..أريد أن أستذكر دروسي ..
هزّت رأسها نفياً وعادت لتجلس في حجري ..
نظرت إليّ وقالت:لماذا تلبسين النظارة وأنا لا ألبس ؟!! أريد نظارتك ..
تبسمتُ لها وأشرت برأسي نفياً وقلتُ لها :طبعاً ..لا !
قالت وهي تزم شفتيها في غضب :لماذا ..؟!
قلتُ لها:لأن عينيك جميلتان .. أما أنا فعيناي متعبتان ولا أستطيع أن أرى إلا بالنظارة ..
:حقاً!!عيناكِ متعبتان ..؟!
قلتُ لها بأسف:نعم ,
ردّت عليّ بابتسامتها الطفولية قائلة:حسناً ..سأعطيكِ عينييّ ..حتى لا تتعب عيناكِ ..
ضحكت لكلامها..وقلتُ لها أشكركِ عزيزتي ..لا يلزمني ذلك ..فأنا الآن أرى والحمد لله ..
قالت لي:حقاً سأعطيكِ عينيي..أمسكَتْ بنظارتي لترفعها عن عينيي ..
أبعدتُ يديها وأنا أضحك .. ضَحِكَت لِضَحِكِي وقالت:توقفي..الآن سأعطيكِ عينيي..افتحي عينيكِ ..
بدأت عيناي ترمشان وتدمعان ..لم أستطع أن أبقيهما مفتوحتين ..
فَتَحَتْ عينيها ومثلت أنها تريد أن تعطيني إياها ..لتفتح عينيّ وتضعها فيهما برفق .
ثم قالت بفرح:انتهيت.. كيف ترين بعيني ..أليست أجمل ..؟!
دمعتُ من كلماتها وقبلتها وقلتُ لها حقّاً عزيزتي أجمل بكثير..بكثير..شكرا لكِ..
فقالت لي:إني أحبك كثيراً ..لذلك منحتكِ إياها..ولن أُغضِبكِ أبداً ..
تبسمتُ لها وقلت:وأنا أحبك أكثر يا عزيزتي ولن أغضب منك أبداً,
سَمِعَتْ من يناديها ..فنظرت إليّ وقالت: سأذهب وآتي إليكِ مرة أخرى وداعاً ..
قبّلتُها :وداعاً .
خرجتْ من حجرتي لكنها تركت في ذهني تلك الكلمات ..
هي من تستحق عينيّ ولستُ أنا.. كم أحبها!!
منحتني عينيها.. تمنيتُ لو بإمكاني رؤية الحياة بيعيني طفل .!
30_1_2010مـ
15_2_1430هـ